دراسه نقديه
بقلم عبدالله المهدى
دراسة نقدية للمجموعه القصصية " من الحياة
*********************************
الطبيعية التشكيلية فى مجموعة " من الحياة "
للقاص محمد شرف الدين الكراديسي
بقلم الأديب / عبدالله مهدى
سكرتير عام فرع اتحاد كتاب الشرقية ومدن القناة وسيناء
*********************************
الكلمة أمانة وتكتمل أمانتها إذا بعدت عن مواطن الزيف والنفاق ، ونبعت من رؤية صادقة لكاتبها .
فالقاص هنا رجل واعظ وحكيم يضع الكلمة فى مكانها المناسب ، ولذلك كان لزاماً علىَّ أن أحتفى بعمله القصصى الأول " من الحياة " .... وحتى لا نخرج بعيداً عن النصوص القصصية أود أن أؤكد على أن هذه المجموعة القصصية " من الحياة " هى لوحة تشكيلية تجنح إلى تسجيل الطبيعة تسجيلاً دقيقاً مثلما يفعل فنانى المدرسة الطبيعية فى لوحاتهم التشكيلية .
واسمحوا لى أن أنوه على أن الفنان حينما يسجل واقعاً بألفاظه أو بريشته يمر بمرحلة اختيار ، وحينما يلتئم وجدانياً مع مشهد معين أو مع حدث بعينه فى الطبيعة / الواقع يحاول أن يسلط كاميراته اللفظية ( القاص ) أو خيوطه الفنية ( الفنان ) على هذا المشهد / الحدث أملاً فى إبرازه وتعريته حتى يتجنب المتلقى مواطن الزلل ويتمسك بالقيم الرفيعة ويمجدها .
فقد لبس القاص فى مجموعته ثوب المصلح الذى يزيح الستار عن الواقع ويقدم ما به من خير وشر ، وعليك أيها المتلقى أن تختار أى الطريقين تسلك كما ينجلى ذلك فى قصة " انحراف " فأحمد طالب الطب يقع فى براثن رفقاء السوء وينحرف عن الطريق السوى .
ويبرز القاص حالة التناقض والمفارقة فى المجتمع من خلال قصة " سعيدة " وهى ليست بسعيدة فقد فقدت والدتها ووقعت فى براثن مكائد زوجة الأب مما دفعها للهروب من هذا الجحيم بالزواج من شيخ كبير رضيت بالحياة معه إلى أن تركها وحيدة تكابد فى الحياة بعد موته ، فالقصة تنتقل بالبطلة من معاناة إلى معاناة .
ويتواصل القاص فى تقديم مواعظه التى نكتشفها ببساطة مع قرائتنا لكل قصة فى المجموعة ، فكل قصة نخلص من ورائها بقيمة أخلاقية .
فالأم الفقيرة وابنها القانع بما منحهما الله ، على النقيض مع هذا الأب الغنى وابنه الشره الذى لا يرضى ولا يقنع بما منحه الله من غنى وثراء فى قصة " ضحكت حتى بكت " .
ويؤكد الكاتب من خلال ابداعاته القصصية على هدفه الوعظى والتوجيه المباشر من خلال قصص هذه المجموعة ، فيعلن القاص فى صراحة قصة عنونها ب " الخير والشر "
وعليك أيها المتلقى أن تختار أيهما تسلك .
ولعلك عزيزى القارئ حينما تتطلع على قصة " الضحايا الأربعة " تخلص إلى مدى فجاعة هذه القصة / الحادثة التى ألمت بالقرية جراء جريمة بشعة حدثت وذهب على إثرها أربعة ضحايا ، والقاص نجح فى هذه القصة بتركيزه على المنمنمات الدقيقة جداً فى تلك الحادثة على نحو ما يفعل أرباب الفن القصصى الكبار .
خلاصة القول أن القاص / شرف فعل فى قصصه مثلما يفعل التشكيليين المغرمين بنقل مناظر طبيعية نقلاً منمنماً . .
نتمنى له مزيداً من العطاء الإبداعى فى كافة مناحى الإبداع .
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
0 التعليقات: