السعادة في الحاضر ................ بقلم / ا. اندريا جورج


السعادة في الحاضر


بقلم / ا. اندريا جورج



إن من أهم أسباب التعاسة والكآبة هو التفكير في الماضي 


والخوف من المستقبل الذي يجعلنا نعيش اضطرابا نفسيا وخيما، 

فإن أردنا العيش في سعادة، لابد من إحكام إغلاق أبواب الماضي، 

حتى لا ننغمس في عيش أحداثها الأليمة، ونحزن على شيء قد 

فات وولى، وأكل عليه الظهر. فمن الحمق حقا استحضار ما يؤلم 

ويضيق الصدر. بالتأكيد إن تجارب الماضي مهمة جدا من أجل تنمية 

وتطوير المهارات الذاتية، هذا إن كان تفكيرنا بها إيجابيا، أما 

استحضارها والحزن بسببها فإنه خطأ جسيم. إن التفكير السلبي 

في زلات الماضي يعكر علينا صفو حياتنا الحالية.



وكذلك ما يتعسنا ويبعدنا عن السعادة، كثرة التفكير في المستقبل 

خوفاً من أن يحدث أمر غير محمود، وترقب المجهول، هذا ما يجعل 

التفكير يتشتت ويدفع إلى فقدان الأمل والتفائل، وبدل ترك 

المستقبل لله عز وجل، والإيمان بالقضاء والقدر، نختار تضييع الوقت 

في التفكير في أمر لم يحدث بعد، والإنغماس في دائرة التوقعات 

السلبية التي أغلبها لا يحدث.



إن من أسباب السعادة عيش الحاضر، أن تعيش لحظتك التي أنت 

فيها الآن، وتستمتع بما لديك الآن، وتفكر في الله الآن، بدل تضييع 

الوقت في استحضار الماضي، والخوف من المستقبل، إن أمر 

الماضي صفحة طوية، وأمر المستقبل هو بين يدي الله، لا نستطيع 

تغيير ما حدث ولا الجزم فيما قد يحدث، لكن نستطيع أن نعيش 

هذه اللحظة التي بين أيدينا ونقرر ما نريده الآن، أنريد العيش في 

سعادة، أم في شقاء، لا بد من ترك ما يشغل البال ويبعدنا عن 

السعادة، ولا بد من الإستمتاع بهذه اللحظة التي هي نعمة من 

الله عز وجل.
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad