فنجان قهوة ...............بقلم الاستاذ على عبدالعليم












فنجـــــان قهـــــوة / بقلم / على عبد العليم
*********************************
عَجَبًا فَإِنَّا
نَمُوتُ كُلِّ
لَحْظَةِ حُبٍّ ..

وَنْفَرحُ كُلَّمَا 
طَاَلَ الْحَنِيِنِ ...
وَنَشْتَاقُ كُلَّمَا 
بَعُدَ الْحَبِيِبِ ....

فَنِهَايَةُ الصِّدْقِ صِدْقٌ 
وَنِهَايَةُ الْحَنِيِنِ حُبٌّ 
وَنِهَايَتِى قَدْ اقْتَرَبَتْ 

أَصْبَحْتُ 
لَا أَعْرِفُ شَيِئًا
غَرَيِبٌ أَنَا 
فِىِ وَسَطِ أَمْوَاجٍ
تُبَعْثِرُنِىِ ..
تَشُدْنِى لِمَجْهُولٍ
يُؤَرِقُنِى
وَيُفْزِعُنِى

وَتَيَارَاتُ هَوَاءٍ 
مَا بَيِنَ الْلَحْظَةِ وَالْأُخْرَى

تَتَطَايَرُ مَعَهَا دَفَاتِرِى 

كُنْتُ أَخُطُّ فِيِهَا 
ماِ يَدُورُ 
فَوقَ السُّطُورِ
عَبْرَ مَمَرَاتِ الشَّجَنْ
وَلَحَظَاتِ الْفُرَاقِ 
والْومْضَةِ الْوَاصِلةِ 
بَيِنَ أَحْضَانِ الْأَمَانِى
كُنْتُ أَدُورُ

وَأَرَىَ نَافِذَةً
يَسَّاقَطُ مِنْهَا شُعَاعٌ
عَلَى تِلْكَ الْورَيقَاتِ 
هُنَاكَ 
بَعِيِدَةٌ مَدَّ الْبَصَرِ 
وَقَدْ انْحَصَرَ 
ذَاكَ الْبَصَرُ
عَلَىَ ضّوءِ الشُّعَاعِ
حُبُّ امْتِلَاكٍ
لَكِ يَا مَلَاكْ
حُلْمٌ 
عَلَىَ ذُبَالِ الشُّمُوعِ 
وَالْعُمْرِ الضَّائِعِ 
وَالتَّنَاهِيدِ

مَعَ ارْتِجَافَاتِ
الْبَرْدِ الشَّدَيِدِ 
لَاَ تَقْدِرُ يَدَايَا
أَنْ تُمْسِكُ دَفْتَرِى 
وَرِسَالَتِى 
وَحَسِبْتُ أَنَّكِ 
قَرَأْتِهَا 

لَمْ تَكْتُبِى رَدًا 
لِأَسْئِلَتِى إِلِيِكِ

لِمْ تَنْشُدِىِ
لَهْفَ اشْتِيَاقِىِ
عَلَيِكِ 

أَوتَكْتُبِىِ حَتَّىَ اعْتِذَارٍ
عَنْ بَقَايَاكِ
عَنْ رَحِيِلَكِ 
رَغْمَ الْوعُودْ 

حِيِنَهَا دَارَتْ الدُّنْيَا 
وَارْتَمَيِتُ بَيِنَ أَحْضَانِ
الْفُرَاقِ أَحْتَرِقْ
صِرْتُ أَنْتَحِبُ الدُّمُوعَ
أَنُوحُ فِىِ صَمْتٍ 
لِمَ نَفْتَرِقْ
وَأَنَا مَنْ احْتَوَاكِ
يَا لَحْنَ الْمُنْطَلَقْ

حِيِنَ كَانَتِ الدُّنْيَا 
بِلَا أَمَانٍ 
تَسْكُبِيِنَ الدَّمْعَ 
يُغْرِقُ الْعُيُونَ

حَتَّىَ شُجَيِرَاتُ
الْلَيِمُونِ
كُنَّا نَنْتَظِرُ أَنْ تَزْدَهِرُ
بِالْغُصُونِ 

كَمْ كَانَ يَغْفُو 
قَلْبِى إِلَيِكِ 
مِلْءُ الْأَمَانِىِ
كَمْ كُنْتُ أَلْتَهِبُ 
فِىِ تَنَاهِيِدِ التَّلَاقِىِ
يَحْتَرِقُ بِدَاخِلِى 
شَوْقُ الْحَنِيِنِ

وَتَنْهِيِدَةُ الْقَلْبِ الْحَزِيِنِ
شَهِيِقُ احْتِرَاقٍ 
كَتَصَاعُدِ أَبْخِرَةِ الْمَوجِ 
فِىِ انْتِشَاءَاتِ
الْعِشْقِ وَقْتَ 
الْلِقَاءِ وَالْفُرَاقْ

كَمْ كُنْتِ يَا حَبِيِبَتِى
حُلْمًا جَمِيِلًا
فِىِ هَيَاجِ الرِّيَاحِ 
وَاسْتِرَاحَاتِ الْعَقْلِ
بِالْفِكْرِ الْمَرِيِرِ 
بِالْأَحْدَاقِ

كَمْ كُنْتِ يَا حَبِيِبَتِى
الْحُلْمُ الْكَامِنُ
فِىِ غَيَابَاتِ السِّنِيِنَ 
وَعَنَاقِيِدِ الْيَاسْمِيِنْ
مَلِيِئَةً بِالْأَشْوَاقِ

كَمْ كُنْتِ يَا حَبِيِبَتِى
حُلْمًا أَيَقَظَ كُلُّ
آَلَامِ الْإِشْتِيَاقْ
فَجْأَة

أَحْسَسْتُ بِدِفْئًا 
عَلَىَ وَجْنَتِىَّ 
سَبَقَتْنِىِ دَمْعَتِىِ
وَأَنَا الْعَنِيِدُ 
أَصْبُرُ عَلَىَ الْفُرَاقِ 
بِرَغْمِ لَوعَتِىِ 

لَكِنَّهَا مَا زَالَتْ 
تَنْزِلُ دَافِئَةً 
تَحْرِقُ بِدِفْئِهَا 
بَقَايَا الْأَمَلُ 
وَتُهِيِبُ فِىِ قَلْبِىِ 
شَجَنَ الْعَطَاءِ 
وَلَحَظَاتِ الْحُنُوِ 
بِلَا وَجَلْ
أَسْمَعُ صَوتًا
بِهَمْسٍ يُنَادِيِنِىِ 
سَيِّدِىِ ... سَيِّدِىِ 
أَفِيِقُ مِنْ غَفْوَتِىِ 
عَلَى صَوتِ الْمُنَادِىِ
أَرَانِىِ فِىِ بَهْوِ الْفُنْدُقْ 
وَقَدْ بَرُدَ فِنْجَانِ الْقَهْوَةِ 
وَحَبِيِبَتِى لَمْ تَأْتِ بَعْدْ 

على عبد العليم
يناير 2014 م
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad