قصيدة " في يوم الرحيل "
من ديوان " مولاتي "
بقلم الشاعر/ كامل منصور
تشتاقُ أعيننا للحظةِ أخرى
وتتسمرُ أرجلنا ويا ويلتي.
دمعي يسيلُ مِن شوقي
وجرحي يَهُم ليندِب وحلتي.
فيا حبيبتي هيا إقرعي
طبولُ الرحيلِ على وجنتي.
هذا قدرنا أمامَ أعيُنِنا
يُمزِقُ قلوبنا فترتجف شفتي.
تمسكي بحبي لكي حتى
أعودُ أو لا أعودُ مِن رحلتي.
هذا الغرامُ الذي بنيناه
صار صرح يُزار به صورتي.
تذكريني كلما أتى نهارُ يومٍ
يفتحُ للعالمِ ضوءٌ في بُعدِ خطوتي.
أَتُرى حبُ أعوامٍ يضيع
بعدما حافظتُ عليه بكلِ قوتي.
أم له السكونُ بقلبينا
مادام نبضهما يَسكنُ مقلتي.
هذي يداي تُريد السلام
ويَهُمَ ذراعاكِ بضمِ دمعتي.
خذي مني كلماتٍ لا تُنْسَى
أُحِبُكِ بكلِ ما في دنيتي.
أريدكِ لحياتي مرشدةً ومأوى
يا آثرة قلبي يا زنبقتي.
تلك الشمسُ التي أضاءت
طريقَ الهوى تُمزِقُ مخيلتي.
هذا القمر الذي سَمِعَ كلامَنا
يشهد الآن فِراقي بنجمتي.
أزرفُ العبراتَ مِن قلبي
ودمعي يسيل في وقفتي.
شوقي إليكِ يتعدى الشوقَ
وحبي يزيدُ في ليلتي.
أُحِبُكِ قبلَ الحبِ وقبلَ الغرامِ
وقبل أن تُولَد معي مهجتي.
عَرِفتُ العالم على يديكِ
والآن تتوه مني هِدايتي.
قسوةَ الرحيلِ قد تودي بي
في بحرِ جروحي وفي غرفتي.
هذا الهوى الذي داعبنا
يأتي الآن ويَسْرِقُ لُعبتي.
أظل القدر ينتظرُ اللحظة
أم اللحظة مكتوبةً في ورقتي؟
سأناقش التاريخ في صمتٍ
فهل سيَردُ التاريخُ على أسئلتي؟
يا هذا الذي ترضَى لي
مُرُ البِعَّاد هل لَكَ مُداواتي؟
ما أرى صوتُ الهوى يناديني
في فَقْدِ مَن كان صُحبتي.
طريقي يمتلئُ بالشوكِ
والصبارِ ما عاد يُفارق أكلتي.
كيف أعيش دون قلبي؟
وكيف ازورُ بعدها حُجرتي؟
هل أكونُ كالمجنونِ في الشوارعِ؟
أم يا تُرى سأسكنُ وحدتي؟
صوتي أصمٌ لا يخرج
أمام بكاها تصمتُ حِنجرتي.
تحشرج الكلام ورفض الخروجَ
فماذا أقولُ وقت شهادتي؟
فمَن يحنو علي في بُعدِها
ومَن يناولني منشفتي.
لا تبكي علي يا حبيبتي
فما عاد البكاء يَفيدُ لحظتي.
فقط استمري في النظرِ لعيني
فقد تشتاقين مرةً لنظرتي.
سأكتُب عنا في كلِ مواقفنا
فليس لي بَعدكِ غير حِرفتي.
أستودعكِ مَن يحفظُ الودائع عنده
حفظكِ مِن كلِ شر في فِرقتي...
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
0 التعليقات: