(طفل حزين فاق الأربعين )
أثناء صلاة الظهر دخل الشيخ المسجد للصلاة ويبدو أنه قد تأخر . فلم يدرك صلاة الجماعة فصلى بمفردة وبعد أن خلا المسجد من الحشد الكثير من المصلين إلا بعض الذاكرين والمتأخرين عن الصلاة............على البعد في نهاية المسجد الخلفية تجاه الباب في تلك الساحة التي تحاط المسجد توجه الشيخ ليجلس بعضا من الوقت للتفكر في الهواء الطلق فإذا به يشاهد طفل جالس ويظهر على وجهه الحزن فجلس بالقرب منه وسلم عليه ثم سأله ماذا بك يا بني فقال له الطفل الحزين وكأنه لا يريد أي تدخل في عزلته أنا بخير وشكرا لك وفجأة جاء طفل يلهث وكأنه في سباق ثم ألقى التحية وسلم على الشيخ وعلى الطفل الحزين وقال له هيا ياصديقي إن خالك ينتظرك لتسافر معه لقضاء الأجازة الصيفية بالإسكندرية فنظر إليه الطفل الحزين في تعجب ممزوج بحزن . قائلا له أتركني ياصديقى .فقال له صديقة هل ما أشاهدة يصدق فمنذ أيام حصلت أنت على المركز الثاني في العام الدراسي على مستوى محافظة المنيا وأنا لم احصل على اى مركز ولكنى سعيد بنجاحي لحصولي على الابتدائية وأنت غاضب وتجلس هكذا حزين فلابد إن هناك شيئا ما أغضبك يا صديقي فقال الطفل الحزين لقد صاحوا في وجهي بعض الرجال داخل المسجد وصاحوا في باقي الأطفال حينما وجدوا عددنا كثير وانتزعني رجل من زراعي للخلف فقال له صديقة ربما أحدثتم ضوضاء وإزعاج داخل المسجد فقال الطفل الحزين لا لم نحدث شيء غير أن أعدادنا كانت كثيرة وهم يعتقدوا أننا كنا نريد أن نقف في صفوف الرجال وحتى وإن حدث شيء ما خطأ كان من الأولى أن يعاملونا بنصح وإرشاد ، ولكن دائما أشعر أن الكبار يقولون ما لا يفعلون يقولوا لنا صلوا ونذهب للمسجد وربما تخلفوا هم وحينما لا يعجبهم شيئا منا صاحوا في وجوهنا يقولوا لنا أحفظوا القران وإذا احتاجوا شيء أرغمونا على ترك الحفظ لنلبى لهم حاجتهم فقال له صديقة يا أخي أنهم الكبار ونحن الصغار لا نستطيع أن نقول لهم شيء فقال الطفل الحزين كيف ودائما يقولوا لنا قولوا الحق كونوا شجعان ونفاجئ بأنهم يخالفون ما يقولون .... فقال صديقة يا أخي دعك من هذا الحديث وهلم معي لان خالك في انتظارك لتسافر معه فهو أرسلني لاستعجالك . فقال الطفل الحزين إنننى لا أريد السفر في هذه الأجازة وكنت أريد أن أستثمر ما ادخرته من مصروفي في بيع بعض الحلوى ولكنهم رفضوا وقالوا لي أتريد أن تفضحنا وتبيع حلوى .......كيف افضحهم ياصديقى هل من يريد أن يتعلم كيف يبيع ويشترى يتسبب في فضيحة فقال له صديقة لماذا كل هذا الهم ياصديقى إنني اعلم ماتقصد ه ولكن لابد أن نسمع كلام الكبار حتى نكبر وحينها نواجههم بالعلم والدين ثم انك يا صديقي لم تذكر معلم اللغة العربية فهو يكفينا من الناس الم تذكر حينما عاقب ابنه مع بعض التلاميذ حينما قاموا بالتعدي على زميل لنا ولم يفرق بينهم وبين أبنه في العقاب ثم الم تذكر حينما وجد مبلغ كبير من المال وسلمه لإدارة المدرسة واتضح انه عهدة الصراف لمرتبات الموظفين بالمدرسة فكان من الممكن أن يطمع في هذا المال ولكنه لا يقبل الحرام ويقول ويفعل ثم ياصديقى الم تشاهده بعد انتهاء الدراسة وهو يحمل فأسه على كتفة كسائر الفلاحين في قريته ليعمل بالزراعة دون خجل وهو من أوائل مدرسين اللغة العربية وكان من الممكن أن ينهمك في إعطاء الدروس الخصوصية ولكنه يفضل حمل الفأس على أن يأخذ العلم تجارة ولا يتأخر في أي مساعده علميا للتلاميذ في اى وقت وبدون اجر ثم يا أخي الم تراه كيف كان يعاملنا في المصلى المدرسي ويصغى ألينا وكأننا كبار فيكفينا معلم اللغة العربية ياصديقى وأذكرك بما كان يقوله دائما لنا ،(الدنيا ياأولاد بها الخير والشر فلا تجعلوا الشر يغلب عليكم ) فقام الطفل الحزين مصطحبا صديقة وخرجوا من المسجد وكان الشيخ يجلس يسمع حوارهما دون أن يتكلم وحينما قام الصديقان قال الشيخ نعم إنكما لستم بصغار ولكن من يعلمونكم الخطأ هم الصغار. وأن كانوا رجال
مصطفى على عمار
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
0 التعليقات: