من عمق الليل أتيت... بقلم الاستاذ/ عبده جمعه


من عمق الليل أتيت




من عمق الليل أتيت ،،،

يسبقنى إعصار ممهورٌ بسؤالٍ أنتظر سنواتٍ فى أوديةِ الصمت ،
،،
لماذا ينوء الحمل على القلب الذى كان يستقبل الطير العجاف ،
فى أيام الجفاف ،،،
و كيف تَخرس الهمس فى ألسنة النبض المباح ،،،
كيف إذا أتيت لكم بقبس من دمى المستباح ،
لأغلف عالمى بستائر حمراء ،،
و أبدء فى تلقى العزاء ،،،
لأتعمق داخل هذا المغيب ،،،
و أتفرس تارة أخرى فى ملامحكم ،،،
فأنا لم أعد أعرفكم ،،،
شكر الله سعيكم ،
يا من أتيتم و بين أناملكم خناجر أخرى ،
لتغرثوها تارة أخرى فى أوجاع أحلامى ،،،
إليكم عنى و عن ألامى ،
يا من أتيتم تريدون الدخول سهواً فى تباريح العمر الراحل عنكم ،
و ما تبقى من العمر غير لحظات هذا العزاء ،،،
غير مسموح أن أقيم بينكم ليلة أخرى
داخل مملكة تاهت فيها جذور القلب ،،،
و تغرب النبض و فارق الحنين ،،،
شئت أم أبيت ، فأنا قد توفيت ،،،
منذ ألف عام قد فارقتكم ،،،
عندما كنت أحمل ملامح الطفولة
التى هالت عليها كثبان الرمل المتحرك
تحت وطأة مطارق البؤس و سندان اليأس ،،،
على فحيح الأفاعى و نعيق الغربان تستقيظ صباحاتى و يتوه الأمس ،،،
وكل إحتمالات النجاة من غابتى الدامية تنجب العدد صفر
يتزاوج بأصفار أخرى هربت من براثن المستحيل ،،،
لتجد فى عزائى ملاذاً لها ،،،
فمتى أيها التائه سوف تكون ،،،
و متى سترث حبات الرمل التى أشبعت زادك فى فم الجوع ،،،
متى تتحقق من زنازين تتهاوى حوائطها
تحت صرخات تأنف الرجوع إلى عالمى ،،،
هل تراك تستقبل مشاعرك الحزينة
على قارعة الطريق لتنال رأفة المجهول الأثم ،،،
فيا أيها التائه الذى تحملت سياط الحقيقة و الخيال ،،
لا تنظر إلى تقهقر الرؤى خلف شوارع عالمك
و لا إلى عدد قتلاك من جنود النبض فى معركة الحياة ،،،
كم كنت أنت الشهيد على موائد قتل القلوب ،،،
أكتب قى رجفتك الأخيرة على تلك الأوراق البالية
وصية الإتهامات لأقنعة النفاق و الجحود ،،
لا تسترسل فى الوصف الأبدى ،
و أخلع عنك صلصلة الأيام
و دوى أجراس الرحيل و الألام ،،،
وتذكر أن تكتب فى نهايتها
أنك كنت غريباً فى دنيا الأحلام ،،،،،،،
،،،،،،،،،،،

 بقلم / عبده جمعه
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad