
سيدت النساء.. مريم البتول
ياأخـت هـارون ماذا قـد تخـط يـــــدي
وأنتِ رب العـــلا أعـلاكِ للأبــــــــــــد
وفي المحــراب أتاكِ الرزق من لـــدن
ورزق رب السـما مـٌدد بلا عـــــــــدد
من بين كل النسا قد كنتِ مكرمــــة
طهر كساه عفاف ماجــد المجـــــــد
بتول أنتِ لرب الكون تبتهلــــــــــــي
كشمس صبح بدت بالنور تنفـــــــرد
حين اصطفاكِ إله العرش كي تلــدي
من كلم الناس حقاً وهو في المهــد
وبالمسيح حملتي حملاً بلا ســبب
من روح رب الورى الواحد الأحــــــــد
وقد انتبذتي به للشرق منتبـــــــذا
لما أتاكِ المخاض كنتِ في كمــــــد
وقلتي ياليتني نسياً ومنســـــــــياً
والله جل علاه أوفى بالوعـــــــــــــد
وقد جلستي تهزي جذع نخــــــلتك
أنى تهز جذوعـاً من بها همــــــــــد
برحمة وحنان أسقطت رطبـــــــــــاً
عليكِ كأم رؤوم وأنت ترتعــــــــــدي
يافرحة القلب لما جاء مبتسمـــــــاً
وليدك المنتظر والكون في سعـــــد
كالبدر في حسنه والبدر يغبطـــــه
يبدو كغصن نقــا يزدان بالـــــــــورد
وحين عدتِي به للقوم في البلـــــد
جاروا وألقوا عليك ألسناً حـُــــــــدد
لما رموكِ الناس بأبشع التهــــــــم
صُمتي وصمتُك فيه أبلـغ الــــــــرد
وحين بدأتِ تشيري بالبنان لـــــــه
سخروا وقالوا بأن الطفل في المهد
لكن فضــلَ الكريم حين يقـــــــدره
بكن يكن ويعن السيف من غمــــد
نطـق الوليدُ وقـال بأنني عبــــــــدٌ
لله ياقوم .. وهو الواحد الصمــــــــد
بوركت يامريم نوراً الى الأبــــــــــد
صِديقّةٌ أنتِ كنتِ للهدى تــــــردي
ثم الصلاة على المختار ســـــيدنا
محمد خير من أوفانا بالوعـــــــــد
بقلم الشاعر /بهاد الدين بدوي

0 التعليقات: