ما بين أشخاص دخلوا حياتنا وآخرون قد خرجوا منها, قد لا نتذكر سوى بعض الأشخاص ممن عاشوا فى جانب مظلم من ذكرياتنا ولم يدخلوا حياتنا فعليا؛ فلأن الإنسان قد لا يدرك قيمة ما يمتلكه حقا إلا بعد أن يفقده, فهذا قد يفسر سبب ندمنا وحزننا على من فرّطنا فيهم, ولم نقدرهم حق قدرهم, وربما لو فعلنا لتجنبنا تلك اللحظات, ولكن العجيب هو تعلقنا الشديد بأشخاص لم نعرفهم حقا, ولم نتعامل معهم, بل ولم نحدثهم حتى, بينما الأعجب هو أننا نفاضل بينهم وبين من كانوا معنا يوما ما فى حزننا أو فرحنا!!
نسعى عادة لطلب ما هو مستحيل, ونرفض ما هو ممكن؛ فنحاول بقدر الإمكان طلب ود أشخاص لم يعودوا يهتموا لأمرنا, ولم يرغبوا فى الوجود فى حياتنا فترة أطول, بينما نتجاهل آخرون يسعون إلى طلب ودنا, أو يكون لهم أى دور فى حياتنا مهما كان صغيرا...فقط كل ما يهمهم أن يكونوا بجانبنا, ولكننا لا نهتم لذلك!
وما بين أشخاص نحاول التودد لهم ويبتعدوا عنا, وآخرون يحاولون التقرب منا ونتجاهلهم, مشاعر داخلنا تموت ببطء؛ لنصبح فى النهاية ولم يعد هناك من يهتم لأمرنا؛ بعد أن يئسنا من محاولة العودة للبعض, بينما يئس الآخرون من العودة إلينا؛ فينتهى بنا الأمر بأن نصبح وحيدين ومثيرين للشفقة؛ لأننا نتودد كثيرا لأشخاص نعلم أنهم لن يعودوا, بينما يرحل عنا آخرون.
0 التعليقات: